mardi 19 décembre 2006

كاريتاس لبنان : بالمحبّة أعطت وللإنماء تجدّدت

لا يخفَ على أحد أنّ كاريتاس لبنان قد دأبت على تطوير عملها الاجتماعيّ والإنساني، ممّا ساعد على توضيح وإبراز صورتها كمنظّمة أهليّة إنسانيّة. فمنذ ثلاثين عاماً وصولاً الى أيّامنا هذه، كانت ومازالت السند الأساسي الذي تعوّل عليه شريحة كبيرة من المحتاجين والفقراء. غير أنّه ومنذ ثلاث سنوات حتّى اليوم كرّست كاريتاس نفسها ليس للمساعدة فقط بل لإنماء الفرد ضمن الجماعة، وإنماء الجماعة ضمن المجتمع. في ما يلي أبرز النشاطات التي اضطلعت بها كاريتاس لبنان من العام 2004 وصولاً الى العام 2006.

خدمات صحيّة
عملت الرابطة على تحسين أداء المراكز الصحيّة الاجتماعيّة التسعة المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانيّة، والتي تقدّم الى جانب الخدمات العلاجيّة، معاينات طبيّة، فحوص تشخيصيّة وأدوية بأسعار رمزيّة. فضلاً عن افتتاح مستوصفٍ جديد في مدينة طرابلس لتلبية الحاجات الصحيّة لأبناء المنطقة. وقد عملت كاريتاس على زيادة عدد العيادات النقّالة ليصبح ثمانية، وتشمل خدماتها 625 قرية. كما نشطت الرابطة في سبيل توعية الافراد من خلال برامج متعدّدة: كبرنامج الصحّة المدرسيّة، برنامج العناية بالطفل والامّ، حملات تلقيح والكشف المبكر عن بعض الأمراض( الكوليسترول، أمراض العظم، السكريّ...)

البرامج الاجتماعيّة
سعت الرابطة الى تطوير برامجها الاجتماعيّة والإنسانية من أجل خدمة أكبر عدد ممكن من العائلات المعوزة، الأطفال، العجزة، المهمّشين، مدمني المخدّرات، مرضى السيدا والسجناء. هذا بالاضافة الى توفير القروض التربويّة، وفرص عمل بلغت خلال العام 2006 ولتاريخه حوالي 52 فرصة عمل فضلاً عن المساعدات العينيّة.

إنماء اقتصاديّ
أولت كاريتاس اهتماماً خاصاً بالمشاريع الزراعيّة التي تؤدّي الى تحسين معيشة صغار المزارعين، وقد ساعدتهم على تصريف إنتاجهم من خلال إنشاء تعاونية المحبّة لتصريف الإنتاج الأهلي. كما تمّ رفع عدد البنوك الريفيّة في المناطق النائية بغية تطوير كفاءات المرأة الإنتاجية ومساندة دورها ضمن عائلتها.

ومن المشاريع القطاعيّة ذات الكيان الذاتيّ التي أطلقتها الرابطة نذكر
إنتاج الصابون في ضهر العين-الكورة، تربية النحل وإنتاج العسل في كفرحيّ-البترون، تربية الأغنام وزراعة الأعلاف في صغبين-البقاع الغربيّ، زراعة النباتات العطريّة والطبيّة في تعنايل-البقاع الاوسط، معصرة لزيت الزيتون في عين إبل-بنت جبيل، إنتاج عصير التفّاح في مجدليّا-زغرتا، إنتاج المربيات والفواكه المجفّفة في جزّين-الجنوب، مشاغل الخياطة في قبّ الياس-البقاع وعلمان-ساحل الشوف، فرن الخبز في فريديس-الشوف الاعلى، التصنيع الغذائيّ في دير الاحمر-البقاع الشماليّ، فرن الكعك والحلويات في الجعيتاوي-بيروت، مشروع الإنماء الريفيّ وترشيد استعمال المياه في جبّولة -البقاع الشماليّ، مشروع تنمية مجتمع الصيّادين في صور.

توجّه إنسانيّ متخصّص
أنشأت كاريتاس ثلاثة مراكز إنسانيّة متخصّصة تقدّم الرعاية المناسبة للمستفيدين منها والمتابعة الجديّة من قبل فرق طبيّة واجتماعيّة متخصّصة. وهي كالتالي : مركز البطريرك صفير لرعاية الاطفال الصمّ والمقصّرين مدرسيّاً في حوش الامراء-زحله، مركز رعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فغال-جبيل، دار المحبّة للمسنّين في عندقت عكّار. من ناحية أخرى تهتمّ الرابطة باللاجئين الاجانب عبر مركز خاص لهم، تقدّم من خلاله الدعم الانسانيّ وتعمل على تعزيز وحماية حقوقهم القانونيّة.

برنامج عودة المهجّرين
عملت كاريتاس وبجهد على إعادة المهجرّين إلى قراهم ( الشوف، شرق صيدا...) عبر تأمين القروض المهنيّة والسكنيّة وقروض مخصّصة لتنمية الدخل. كما سعت إلى إنشاء الكثير من المشاريع الإنمائية من أجل تثبيتهم في أرضهم.
حرب تمّوز2006
كان لكاريتاس دور أساسيّ في عمليّات الإغاثة في أثناء الحرب الأخيرة على لبنان. 800 متطوّع ومتطوّعة تأهبّوا لمساعدة النازحين في كلّ أقاليم الرابطة المنتشرة على كافة الاراضي اللبنانيّة . وقد أمّنت كاريتاس لهم المواد الغذائيّة والتنظيفيّة وقدّمت الخدمات الطبيّة من خلال المراكز الصحيّة الثابتة والعيادات النقّالة، لتكسب بذلك ثقة دوليّة جعلت منها محطّ أنظار العالم العربيّ والغربيّ على السواء.

برامج ما بعد الاحداث
كان للحرب الأخيرة على لبنان انعكاسات سلبيّة أثقلت كاهل المواطنين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فقرّرت كاريتاس، انطلاقاً من الوضع القائم، تنظيم وتنفيذ مشاريع إنسانيّة وإنمائيّة في المناطق التي لحق بها الدمار وذلك بالتعاون مع عدد من الكاريتاسات الشقيقة في سبيل دعم صمود المواطنين في قراهم. وقد قدّمت الى أهالي القرى النائية خلال شهري تشرين الاوّل والثاني الأدوية المجانيّة عبر العيادات النقّالة. كما تتابع برامج ما بعد الأحداث كما يلي: توزيع مادة المازوت، إعطاء المواد الغذائيّة، المساندة الزراعيّة، دعم الأعمال الحرفيّة، إعادة شراء المواشي والمساهمة قدر الإمكان بالأقساط المدرسيّة.

إنّ سعي كاريتاس الدائم الى ترسيخ ثقافة التضامن ما بين جميع فئات المجتمع، ساهم في تطوير عملها الإنساني وانتشاره. ويبقى اعتماد الرابطة الأساسي على القلوب الخيّرة التي تسبغ بنبضها دعماً ومساندة لبرامجها الانسانيّة في ظلّ التحديّات القائمة.